وفاة ماكين خصم ترامب وأحد أبرز داعمي المعارضة المسلحة في سوريا
تاريخ النشر 14:42 26-08-2018 الكاتب: إذاعة النور المصدر: إذاعة النور البلد: الولايات المتحدة الأمريكية
143

توفي السيناتور الأميركي جون ماكين، السبت، عن 81 عاماً بعد معركة قاسية مع سرطان الدماغ الذي اكتشف الأطباء إصابته به العام الماضي، كما أعلن مكتبه في بيان.

جون ماكين
جون ماكين

وقال مكتب السيناتور الجمهوري، إن ماكين "توفي الساعة الرابعة والدقيقة 28 من بعد ظهر الخامس والعشرين من أغسطس/آب الجاري".

وأضاف البيان، أنه "عندما فارق الحياة كان السيناتور محاطاً بزوجته سيندي وعائلتهما"، مذكّرا بأن من خاض الحرب في فيتنام "خدم الولايات المتحدة الأميركية بإخلاص لمدة 60 عاماً".

يذكر أن طائرة ماكين أسقطت خلال مهمة قتالية فوق فيتنام عام 1967، وأمضى خمسة أعوام ونصف العام في الأسر منها عامان في الحبس الانفرادي.

وشارك ماكين بقوة، من ضمن سياسات الإدارة الأميركية، في دعم المعارضة المسلحة في سوريا، وحتى أنه زار حلب عام 2013 قبل تحريرها من الجيش السوري، والتقى قادة في "الجيش الحر" وبعض الجماعات المتطرفة المتحالفة مع "جبهة النصرة"، تحت عنوان تمرير منح مالية من الكونغرس إلى السوريين، وساهم بإصدار قوانين لفرض عقوبات على الحكومة السورية.

وتوفي عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا غداة إعلان عائلته أنه قرّر التوقّف عن تلقّي العلاج من الغليوبلاستوما، لينتصر بذلك هذا النوع الشديد العدوانية من سرطان الدماغ في معركة العلاج التي بدأها ضده السيناتور المخضرم في يوليو/تموز 2017.

وكان أقارب السيناتور الأميركي جون ماكين قد أبلغوا البيت الأبيض في وقت سابق أنهم لا يريدون أن يروا الرئيس دونالد ترامب في الجنازة، بحسب ما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" .

ووفقاً للصحيفة، فإن أقرباء ماكين يودون أن يروا في جنازته نائب الرئيس الأميركي مايك بينس وليس الرئيس الأميركي، ما يدل على العلاقات المتوترة بين الرئيس الأميركي والسيناتور.

واكتفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المعرف بخصامه العلني مع ماكين، بتقديم تعازيه إلى أسرة الراحل في تغريدة لم يأت فيها بتاتاً على ذكر أي جانب من جوانب حياة ماكين المهنية أو الشخصية، وقال في تغريدته: "أقدم تعازيّ وأصدق احترامي لعائلة السيناتور جون ماكين. قلوبنا وصلواتنا معكم!".

وكان ماكين منتقداً بارزاً لترامب، وبعد أن انتقد الخطاب العنيف للرئيس الأميركي تجاه الهجرة غير الشرعية، أبدى الأخير استخفافه بالتاريخ العسكري للسيناتور، قائلاً إنّه يفضل "الأشخاص الذين لم يقعوا في الأسر".

ومن منطلق الولاء للحزب أيّد ماكين ترامب لاحقاً عندما فاز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة. لكن ماكين سحب تأييده في أكتوبر/تشرين الأول 2016 بعد الكشف عن تسجيل يتباهى فيه ترامب بالتحرش بالنساء. وظلّ ماكين منذ ذلك الحين من منتقدي رئاسة ترامب، وغاب منذ شهور عن مجلس الشيوخ، إذ كان يلازم منزله في أريزونا للعلاج من السرطان.

وفور شيوع نبأ وفاة ماكين توالت ردود فعل الطبقة السياسية الأميركية، مستذكرة مواقفه التي غضب منها كثيرون، بمن فيهم أفراد من عائلته السياسية.

وقال الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الذي هزم ماكين في الانتخابات الرئاسية في 2008 "جون وأنا كنا ننتمي إلى جيلين مختلفين، كانت لدينا أصول مختلفة تماماً، وتواجَهنا على أعلى مستوى في السياسة، لكننا تَشاركنا، على الرغم من اختلافاتنا، ولاءً لما هو أسمى، للمُثل التي ناضلت وضحّت من أجلها أجيال كاملة من الأميركيين والمهاجرين".

وخسر ماكين الانتخابات الرئاسية في 2008 التي خاضها في مواجهة باراك أوباما وتعرض لانتقادات كثيرة بسبب اختياره سارة بايلن المثيرة للجدل مرشحة لمنصب نائب الرئيس في حملته الانتخابية.

من جهته دعا زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إلى إطلاق اسم جون ماكين على مبنى تابع للكونغرس كان فيه مكتب السيناتور الراحل.

وتناولت غالبية أفراد الطبقة السياسية، الحاليين والسابقين، بعيد دقائق من إعلان وفاة ماكين حياة السيناتور، حيث أشاد الرئيس السابق الجمهوري جورج بوش الابن بـ"رجل ذي قناعة عميقة ووطني لأعلى درجة".

وقال الرئيس الديموقراطي السابق بيل كلينتون، إنّ الراحل "غالباً ما وضع الانتماء الحزبي جانباً" من أجل خدمة البلاد.

من ناحيته، قال آل غور الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس في عهد كلينتون "لطالما قدّرت واحترمت جون" لأنّه كان دوماً يعمل "في سبيل إيجاد أرضية تفاهم مهما كان ذلك صعباً".